اعتبر رئيس الحكومة السابق النائب تمام سلام أن "المقارنة بين الفترة التي تَطلّبها تشكيل حكومته وبين المرحلة الراهنة أمرٌ غير عادل لأن الظرف يختلف"، مشيراً إلى أن "الثابت أن الصراع الإقليمي والدولي قائم على قدم وساق، ومنذ أيام الوالد الرئيس الراحل صائب سلام كان يردّد عبارة "تحبل في بغداد أو القاهرة أو... وتلد في بيروت"، وهذا يعكس واقع لبنان واحة الديموقراطية والحرية والتنوّع والذي غالباً ما يتحوّل ساحةً لمواجهات بين قوى إقليمية وحتى دولية، مع تسخير البلاد في سبيل هذه الصراعات".
وخلال حديث لصحيفة "الراي" الكويتية، لفت إلى أن "ثمة عوامل إقليمية ودولية تحول دون تأليف الحكومة وأبرزها المواجهة الإيرانية - الغربية أو الإيرانية - الأميركية تحديداً والتي يصادف أنها بأوجها في المرحلة الراهنة. وتالياً هذا المستوى من المواجهة لا يمكنه في رأيي أن يفسح أمام تسهيل ولادة الحكومة في لبنان".
واعتبر أن "اصطناع "اللقاء التشاوري" في الدقائق الأخيرة ،رغم كل التبريرات والتسويق، حجرَ عثرة في وجه التأليف ثم كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله حينها عن فترة أربعة أو خمسة أشهر، يتوقف في السياق عينه عند موقفٍ للقيادي في الحزب الشيخ نبيل قاووق قبل نحو أسبوعين لمّح فيه إلى إمكان ان تطول الأزمة 8 أشهر جديدة، وهذا ما يؤكد أن الضوء الأخضر لم يصدر بعد للإفراج عن الحكومة".
ورأى أن "الأفق غير مريح، ومن هنا المطلوب من القادة اللبنانيين التعقّل، بقدر ما هو مسموح"، متوقفاً "عند خطورة تَقاطُع عدم بروز مؤشرات لوجود رغبةٍ إقليميةٍ في تسهيل ولادة الحكومة مع تحدٍّ كبيرٍ يتّصل بالقدرة على الصمود الاقتصادي - المالي في البلد، وهذا أمرٌ لم يكن مطروحاً عام 1013 - 2014".
وتساءل سلام عن "انعقاد البرلمان في ظل حكومة تصريف أعمال بذريعة تشريع الضرورة قبل أن يتوسع الأمر نحو تشريعات أخرى، فيما الحكومة المستقيلة تتعهّد أمام مجلس النواب، كيف هذا؟ كل هذه ممارسات لا تساهم في تحصين البلد والدستور بل تمضي في الذهاب الى بدع جديدة، حتى بتنا نرى ان وزراء هم الذين يؤلفون الحكومة، وهذا لا يجوز".
وشدد على أن "مطالبة "التيار الوطني الحر بالثلث المعطل يتصل بالتمادي في بسْط نفوذ فريقٍ معيّن في البلد من خلال الاستيلاء على المراكز والمناصب والمشاريع وكل ما يتبع، ربما تحضيراً لانتخابات رئاسة الجمهورية عندما يحين موعدها. ولكن في شكل عام، هذا تعبير عن منحى استيلائي تَسَلُّطي غير منضبط وغير واعٍ يأخذ البلد الى أماكن تزعج الجميع، في موقع أو آخر، أو في قضية أو أخرى، تزعج حلفاء هذا الفريق وخصومه في الوقت نفسه".